فراشة البحرين مديرة و مؤسسة المنتدى
ٱلـــ ـ ـ ـــ ـــــمڜٱرگٱت : 2240 التقييم : 2 تاريخ الميلاد : 17/10/1996 العمر : 28
| موضوع: حقيقة الاخلاص الإثنين يوليو 11, 2011 7:23 pm | |
| <BLOCKQUOTE> الاخلاااااااص ...</BLOCKQUOTE> <BLOCKQUOTE> الإخلاص: عمل من أعمال القلوب، بل هو في مقدمة الأعمال القلبية، لأن قبول الأعمال لا يتم إلا به.والمقصود بالإخلاص: إرادة وجه الله تعالى بالعمل، وتصفيته من كل شوب ذاتي أو دنيوي، فلا ينبعث للعمل إلا لله تعالى والدار الآخرة، ولا يمازج عمله ما يشوبه من الرغبات العاجلة للنفس، الظاهرة أو الخفية، من إرادة مغنم، أو شهوة، أو منصب، أو مال، أو شهرة، أو منزلة في قلوب الخلق، أو طلب مدحهم، أو الهرب من ذمهم، أو إرضاء لعامة، أو مجاملة لخاصة، أو شفاء لحقد كامن، أو استجابة لحسد خفي، أو لكبر مستكن، أو لغير ذلك من العلل والأهواء والشوائب، التي عقد متفرقاتها هو: إرادة ما سوى الله تعالى بالعمل، كائنًا من كان، وكائنًا ما كان.وأساس إخلاص العمل: تجريد " النية " فيه لله تعالى.والمراد بالنية: انبعاث إرادة الإنسان لتحقيق غرض مطلوب له.فالغرض الباعث هو: المحرك للإرادة الإنسانية لتندفع للعمل، والأغراض الباعثة كثيرة ومتنوعة، منها، المادي والمعنوي، ومنها: الفردي والاجتماعي، ومنها: الدنيوي والأخروي، ومنها التافه الحقير، والعظيم الخطير، منها ما يتعلق بشهوة البطن والجنس، ومنها ما يتصل بلذة العقل والروح، منها ما هو محظور، ومنها ما هو مباح، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو واجب.وإنما يحدد هذه البواعث: عقائد الإنسان وقيمه التي يؤمن بها، ومعارفه وأفكاره ومفاهيمه التي كونها بالدراسة أو بالتجربة، أو بتأثير البيئة، وبالتقليد للآخرين.والمؤمن الحق هو الذي غلب باعث الدين في قلبه باعث الهوى، وانتصرت حوافز الآخرة على حوافز الدنيا، وآثر ما عند الله تعالى على ما عند الناس، فجعل نيته وقوله وعمله لله، وجعل صلاته ونُسُكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، وهذا هو الإخلاص.الإخلاص من ثمرات التوحيد الخالص:والإخلاص بهذا المعنى: ثمرة من ثمرات " التوحيد " الكامل لله تبارك وتعالى، الذي هو إفراد الله عز وجل بالعبادة والاستعانة، والذي يعبر عنه قوله سبحانه في فاتحة الكتاب وأم القرآن: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)، والذي يناجي به المسلم ربه في صلواته كل يوم ما لا يقل عن سبع عشرة مرة.وبهذا الإخلاص: يكون الإنسان المؤمن عبد الله حقًا، لا عبد هواه، ولا أهواء غيره، لا عبد دنياه ولا دنيا سواه.بهذا الإخلاص المتجرد: يتخلص من كل رق، ويتحرر من كل عبودية لغير الله: عبودية الدينار، والدرهم، والمرأة والكأس، والزينة والمظهر، والجاه والمنصب، وسلطان الغريزة والعادة، وكل ألوان العبودية للدنيا التي استسلم لها الناس، ويكون كما أمر الله رسوله: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 161 - 162).حقيقة الإخلاص عند الإمام الغزالى:وللإمام الغزالي بحث عميق في " إحيائه " في بيان حقيقة الإخلاص، وهو فارس الميدان في هذا المجال، علمًا وعمًلا، وهو الذي رأى عمله في التصنيف والتدريس في علوم الفقه والأصول والكلام والرد على الفلاسفة والباطنية وغيرها - مما بوأه مقعد الشهرة والإمامة في العالم الإسلامي كله يومئذ - رأى ذلك كله عملاً من أعمال الدنيا، وشهوات النفس، وطلب المنزلة والجاه في قلوب الخلق، فاعتزل ذلك كله، ليطلب الإخلاص في الإخلاص (انظر في ذلك كتابنا " الإمام الغزالي بين مادحيه وناقديه " نشر دار الوفاء ودار الصحوة).ولهذا كان كلامه هنا كلام خبير بأهواء النفس البشرية ومنعطفاتها وتمويهاتها، وبتلبيس إبليس على الإنسان، حتى يحسب أنه يعمل لله، وهو إنما يعمل لذاته.يقول الغزالي:" اعلم أن كل شيء يتصور أن يشوبه غيره، فإذا صفا عن شوبه وخلص عنه سمى خالصًا ويسمى الفعل المصفى المخلص إخلاصًا، قال الله تعالى: (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) (النحل: 66)، فإنما خلوص اللبن أن لا يكون فيه شوب من الدم والفرث، ومن كل ما يمكن أن يمتزج به، والإخلاص يضاده الإشراك، فمن ليس مخلصًا فهو مشرك، إلا أن الشرك درجات، فالإخلاص في التوحيد يضاده التشريك في الإلهية، والشرك منه خفي، ومنه جلي، وكذا الإخلاص، والإخلاص وضده يتواردان على القلب، فمحله القلب وإنما يكون ذلك في القصود والنيات." وقد ذكرنا حقيقة النيَّة، وأنها ترجع إلى إجابة البواعث، فمهما كان الباعث واحدًا على التجرد سمى الفعل الصادر عنه إخلاصًا. بالإضافة إلى المنوي، فمن تصدق وغرضه محض الرياء فهو مخلص، ومن كان غرضه محض التقرب إلى الله تعالى فهو مخلص، ولكن العادة جارية بتخصيص اسم الإخلاص بتجريد قصد التقرب إلى الله تعالى عن جميع الشوائب، كما أن الإلحاد عبارة عن الميل، ولكن خصصته العادة بالميل عن الحق، ومن كان باعثه مجرد الرياء فهو معرض للهلاك، ولسنا نتكلم فيه، إذ قد ذكرنا ما يتعلق به في كتاب الرياء من ربع المهلكات.حقيقة الإخلاص عند بعض علماء السلوك:اختلفت عبارات أهل السلوك - على عادتهم - في تحديد ماهية الإخلاص، فكل منهم نظر إلى جانب، أو لفت إلى معنى من معانيه، أو أكد ما ذكره الآخر، وإن كانت العبارة مغايرة.قال الأستاذ أبو القاسم القشيري في " رسالته ":الإخلاص: إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد، وهو: أنه يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون أي شيء آخر؛ من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح من الخلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى، ويصح أن يقال: الإخلاص تصفية الفعل من ملاحظة المخلوقين.ويصح أن يقال: الإخلاص: التوقي عن ملاحظة الأشخاص.وقال شيخ القوم الجنيد: الإخلاص: سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله.وقد ورد في ذلك حديث قدسي ذكره القشيري بسنده عن رب العزة قال: (الإخلاص سر من سري، استودعته قلب من أحببت من عبادي) (انظر: " الرسالة " للقشيري تحقيق الدكتور عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف: (443/1)، وقد ذكر الحافظ العراقي في تخريج " الإحياء ": أن إسناد الحديث ضعيف).وقال أبو عثمان: الإخلاص: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى فضل الخالق.وقال حذيفة المرعشي: الإخلاص: أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن.وسئل بعضهم عن الإخلاص، فقال: ألا تُشهد على عملك غير الله عز وجل.وقال ذو النون: ثلاث من علامات الإخلاص: استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال، ونسيان اقتضاء ثواب العمل في الآخرة.وقال سهل بن عبد الله: لا يعرف الرياء إلا مخلص (انظر هذه الأقوال في الرسالةوهذا النص منقول من موقع اسلام اون لاين للافادهوشكرا </BLOCKQUOTE> | |
|