سأقــول الحقيقة , و لآ شئ غير الحقيقة .. ~
بـ المختصـر و بعيداً عن الثرثرةر!!
" لست الا نآدلاً في مطعم "
لآ أخفي عليــكم أنني نآدل و رآتبي ليس بالقدر الجيد , و لكنه يفي بالغرض
و لكنني أعمل في مطعم كبير للغآية و كل من يأتي اليه متوحش يأكل الى أن يخرج الطعآم من عينه.
بل أكثر !!
على عكس المطآعم الأخــرى !!
فـ صديقي يعمل نآدلاً أيضاً , و لكن في مطعم ليش مشهوراً
كـ مطعمنآ - بكل أفتخآر - و الذي يميز مطعمنآ أيضاً أن كبير للغآية
و جميل و منسق الى درجة أنك لآ تريد أن تغمض عينك لرؤيته !!
و أهـم شئ هــو الطبآخ أو الشيف هنآك.
أنا لآ أعرف شئ عنه , فهو أحمق لأ يقوم الا بتقطيع اللحم و طبخه
كأي طبآخ أبله آخر.
و لكن طعآمه اروع مآ ذقته و ألذ مآ أكلته.
,,
عندمآ يدخـل الزبون مطـعمنآ الفآخر
يُقلب صفحآت القآئمة عشرين مرهـ
لآ ألومه فهو حآئر و لآ يعلم أي صنف سـ يختآر
و أنـآ بدوري كنآدل لمطعم كهذآ
أنصحه بتذوق أجمل الوجبآت و التي جربتهآ و بتأكيد لن يندم
ننتقل الى الأهم ..
أن الطعآم هنآ ليس كأي طعآم
بل هي جثث موتى..
و مآ أجمل و أروع طعمهآ
أعلم بأنكم لن تكفون عن قول " يع يع يع يع يع يع " و لكنه طعمه أجمل من ذلك
بل أنه أروع مآ أكلته
و الزبآئن لآ يكفون عن طلـب الجثث المشوية تلك
و هذه هي القآئمة
جثة السيد ؟؟
جثة السيدة ؟؟
جثة الطفل ؟؟
جثة الشآب؟؟
و ربمآ تكون أنت من بينهم !!!
و القآئمة في تجدد دآئم و هذآ أفضل مآ في الأمر
و لن أنسى زبآئننآ الكرآم و المتوحشين
,,
لقد عملت في هذآ المطعم 50 سنة
و أنا معتآد على شم رآئحتهآ و تذوقهآ
و مشآهدة من يأكلهآ
و لكن الغريب في الأمــر
هو ذلك اليوم المشئوم ..
و الذي لطآلمآ بقي معلقاً بـ ذآكرتي
,,
كآن قد أتى زبونآن الى المطعم
و كآن يبدو عليهمآ أنهم في حآل لآ يحسدآن عليهآ
و بدو بأنهم جآئعين للغآيـــــة
هذآن الزبونآن دآئمين الزيآرة لهذآ المطعم
و هم من محبين طعآمه
و لكن المشكلة لآ تكمن هنآ
بل تكمن أن الطبآخ لآ يملك الا جثة وآحـدهـ فقط
فمآ كآن علي الا الذهآب الى الطبآخ و القول له
- هل جثة وآحـده تكفي لهمآ ؟
قآل الطبآخ و وجهه أحمر من الغضب و قد ظهرت عروقه
و لعآبه يتطآير على وجهي و يبدو أنه في حآل ليست بجيدهـ
- أيهآ الأبـله , أنهآ زبونآن مهمآن جداً , و لن يكتفوا بأكل جثة وآحـده فقط.
قلت و أنا أمسح لعآب الطبآخ عن وجهي
- مآذآ أفعل ؟
- أذهب حضرتك و قل لهمآ أنه بقي جثة وآحـدهـ فقط .
ذهبت و شددت ربطة عنقي و رفعت ظهري
بمحآولة أن أكون نآدلاً مميزاً أمآمهمآ
ذهبت لهمآ و همآ يضحكآن و قلت
- آسف على قول هذآ , و لكن لم يتبقى الا جثة وآحـده .
فلم أرى الا يد الزبون الأول و التي كسرت الطآولة
ووجهه البشع و رآئحة فمه الكريهه و هو يقول
- تباً لك و تباً لهذآ المطعم .
ثما بآدر الزبون الثآني بأستعرآض قوته علي مآسكاً عنقي
بيده الضخمة و المليئة بالشعر قآئلاً
- أنا جآئع , و لآ أظن أن من الصعب فهم هذآ .
قـلت و أنا أحآول لقط أنفآسي و تعديل ربطة عنقي
- آسف و لكن لم أشأ أن يحدث هذآ , و لكن مآ رأيكمآ أن تتقآسمآ الجثة .
قآل الزبون الأول
- أبله , تباً لك .
و قآل الزبون الثآني بصوت سمعه كل الذين في المطعم
- أنصرف و أجلب لنآ تلك الجثة .
قلت ووجهي ممتلئ بعلآمآت الرضى و ممتلئ بأبتسآمة عريضة !!
- حسناً.
,,
ذهبت للطبآخ و شكلي يحكي قصة ذل و خزي أمآم الزبونآن
و بعد تأمل الطبآخ لي قلت
- مآذآ تنتظر أطبخ الجثة بسرعة.
,,
بعد نصف سآعة
كآنت الجثة على الطآولة
و الزبونآن مستعدآن لألتهآمهآ كالوحوش
فرأيت الزبون الأول يقول للزبون الثآني
- أنا الموت , و أظن أنني الأولى بألاتهآم هذه الجثة.
قآل الزبون الثآني محآولاً أخفآء غضبه
- و أنا الحيآة , أظن أنني من يستحقهآ.
قآل الموت و هو يلتهم قطعة صغيرة
- لذيذة للغآية !!
فمد الحيآة يده الى عين الجثة
فصرخ الموت قآئلاً
- هذه لي !!!
- حقاً , أنآ من يحق لي ألتهآمهآ يآ صديقي .
- لمآذآ ؟ >> بـصوت مبحوح
- أنا أتذكر هذه الجثة جيداً و قد كنت معهآ
و قد كنت أرآهآ ترى منآظر حرمهآ الله بعينه فمن حقي الآن أن ألتهمهآ.
- معك حق , ألتهمهآ بالعآفية !!
فأكلهآ
فنآدآني الموت قآئلاً
- اجلب لي كأس مآء يآ أبله .
أحضرت له المآء حآلاً و قد شربه بسرعه فآئقة
و كآنه يعلن حرب هنآ
فمَد الحيآة يدهآ الى الأذن
فصرخ المـــــوت قآئلاً
- تباً لك !!
- ويحك مآذآ قلت ؟
- هل ستأكل الأذن ؟ أنا أولى بهآ !!
- لا , فقد كنت مع هذه الجثة و قد كنت أرآهآ تسمع أشيآء حرمهآ الله
فمن حقي أن ألتهمتهآ.
- معك حق , ألتهمهآ بالعآفية !!
ثم مد الحيآة يده الى يد الجثة
فقآل الموت
- أنهآ لي !!
- لآ فأنآ رأيت يد هذه الجثة تسرق و من حقي أن ألتهمتهآ .
- معك حق.
فأذآ بي أرى لعآب الموت يسيل !!
و بعد ثوآني أنتهت الجثة و مآ تبقى الا العظآم
فذهب الحيآة بعد أن دفع الحسآب مودعاً صديقه
فـصرخ الموت علي قآئلاً
- أنآ جآئع !!
قلت
- لم يتبقى لك الا أعمآل هذه الجثة .
قآل الموت و كآنه يريد أن يقنع نفسه
- صحيح و للحيآة الجسد و أنا الأعمآل.
فذهب و هو يتلوى من الجـوع
,,
لآ أظن أن أحـداً يريد أن يقوم بدور جثة فوق طآولة طعآم
مما راقى لي..!
سلاام,,
الثلاثاء يناير 12, 2016 2:48 pm من طرف 
